تختلف وسائل علاج امراض الجلد المناعية وَفقًا لطبيعة المرض نفسه؛ ولكنها تشترك مع بعضها في صفات معينة، وهناك أمثلة كثيرة على هذه الأمراض، مثل: الذئبة الحمراء والصدفية.
الذئبة الحمراء
الذئبة الحمراء مرض جلدي مناعي يصيب النساء بنسبة أكبر من الرجال، وخصوصًا خلال فترة الإنجاب، وممّا يزيد خطورة هذا المرض بشكل كبير أنه يؤثر بالسلب على أجزاء كثيرة من الجسم كالقلب، والدماغ، وكذلك الرئتان والكليتان.
من العلامات التي تميز هذا المرض ظهور شكل فراشة على الوجه متَّخِذةً للّون الأحمر، وقد تستمر أعراضه لشهور أو حتى لسنوات، ومن الممكن أن تزداد حِدَّته مع التعرُّض المباشِر لأشعة الشمس، وقد يشفى ثم يعود مرة أخرى بعد فترة.
الصدفية
الصدفية هي الأخرى أحد أشهر أمراض الجلد المناعية، ويحدث فيها عدد كبير من الانقسامات لخلايا الجلد بما يفوق المعدل الطبيعي لها؛ ما يساهم في ظهور بعض البثور الحمراء التي تكون مغطاة بقشور ذات لون أبيض تمثل خلايا الجلد الميتة.
غالباً ما تظهر الصدفية خلال بدايات مرحلة المراهَقة. في حالاتها الطبيعية، تنحصر في مناطق معينة. في حالاتها الشديدة، من الممكن أن تظهر في مساحات كبيرة بالجسم.
في الوضع الطبيعي، عادةً لا يحدث انتقالٌ لهذا المرض بين شخص وآخر، كما أنه قد يصيب شخصًا من عائلة لم يكن فيها مَنْ يعاني أو قد عانى من مثل هذا المرض سابقًا.
إذا كانت الصدفية محصورةً في منطقة محدَّدة، فتحدث غالبًا في قشرة الرأس، أو عند مفصل الكوع، أو على الركبة، أو في منطقة القطنية أسفل الظهر.
علاج امراض الجلد المناعية
يسأل البعض: هل يمكن الشفاء من امراض المناعة الذاتية؟ وهنا الجواب.
عادةً ما يصعب علاج امراض الجلد المناعية أو القضاء عليها بشكل نهائي؛ ولكن هناك بعض المواد الطبية التي تساهم في السيطرة على أعراضها. قد تساهِم الوسائل العلاجية المتاحة في تقليل أعراض المرض أو إبطاء تطوره، أو قد يحدث شفاء منه؛ ولكن ذلك لا ينفي إمكانية عودة المرض مرة أخرى.
كل ذلك لا ينفي ضرورة تعديل نظام الحياة من أطعمة ومشروبات وممارَسات مختلفة حتى يسهل تفادي هذه الأعراض ومضاعفاتها؛ حيث يجب على المريض:
- تجنُّب الأرق قدر الإمكان؛ فالحصول على قدر كاف من النوم يحسِّن وضعَ الجهاز المناعي.
- ممارَسة أي تمارين رياضية تساهِم في تقليل الضغط العصبي، إلى جانب الابتعاد عن أي شيء يمثل ضغطًا على نفسية المريض أو يقلل من معنوياته.
- إبعاد الجلد -قدر الإمكان- عن التعرُّض لأشعة الشمس أو وقايته عند ضرورة التعرُّض لها.
هناك أكثر من دواء متاح الآن للسيطرة على مختلف أعراض مرض الذئبة الحمراء، والأمر هنا ليس بالبسيط الذي يمكن التساهل معه؛ بل يجب تفادي تناول أي مادة علاجية إلا بوصفة من طبيب مختص.
تتعدد وسائل علاج الصدفية وتختلف وَفقًا لحِدّة المرض أو درجته، ومنها وسائل يوصَى بها المريض ليستخدمها في منزله بتعليمات معينة (مثل: الكريمات، والمراهم، والمرطبات)، ووسائل أخرى لا تُتَّبَع إلا على يد الطبيب بالاحتياطات اللازمة (مثل: المعالَجة الضوئية).
علاج امراض الجلد المناعية بأدوية المناعة
إذا كنت تسأل: ما هو علاج خلل الجهاز المناعي؟ فللأدوية التي سنذكرها دور في ذلك.
تعتمد فكرة هذه الوسيلة العلاجية على استهداف الجهاز المناعي لتثبيطه والتقليل من نشاطه، وتتعدد الأمثلة عليها، ومنها:
- حقن الكورتيزون: وهي ذات فعالية عالية في تقليل نشاط الجهاز المناعي؛ ولكن قد يصاحب استخدامَها ظهورُ بعض القرح داخل الفم، أو ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل واضح، أو التعرض لأكثر من عدوى خلال فترة قصيرة؛ وينتج كل ذلك عن نقص نشاط الخلايا المناعية المسؤولة عن مواجَهة الأجسام الغريبة.
- الكريمات والمراهم الموضعية: وهي الأخرى وسيلة فعالة عندما يكون المرض محصورًا في مناطق معينة، ويدخل الكورتيزون كذلك في تركيب هذه العلاجات.
- مضادات الالتهاب: وتستهدف تقليل درجة الالتهاب التي يكون عليها الجلد؛ ومن ثم تقليل الألم والحكة.
التجميل: وسيلة يُلجَأ إليها في بعض الحالات عندما يكون المرض سببًا في تشويه منطقة ظاهرة بالجسم.
كل ما ذكرناه عن وسائل علاج امراض الجلد المناعية لا ينفي ضرورةَ الالتزام بما يراه الطبيبُ مناسِبًا لحالتك، والابتعاد عن اتباع أي وسيلة علاجية من تلقاء النفس دون وصفة من طبيب مختص.
نحن في عيادة الدكتور موريس نستطيع توجيهك لما يناسب حالتك، ولدينا ما يكفي من الخبرة والكفاءة والقدرة على تشخيص الأمراض الجلدية المختلفة أو أغلبها، كما نوفّر لك العديد من الخدمات التجميلية لإزالة أي آثار أو تشوهات تنتج عن مثل هذه الأمراض.