تكثر عمليات البحث عن علاج اثار الحروق نظرًا لمساهَمتها في إحداث تشوهات تسبِّب إزعاجًا شديدًا لصاحبها، وتتنوع وسائل علاج هذه الآثار، ويتم تحديد الأنسب بينها وَفقًا لطبيعة كل حالة على حدة.

كيفية علاج اثار الحروق

كما ذكرنا بالأعلى: تتنوع حاليًا طرق علاج الآثار الناتجة عن الحروق، ولكل حالة طريقٌة تناسبها، وفيما يأتي أهم هذه الطرق.

حقن الكولاجين

طريقة تُنفَّذ على يد طبيب مختص، وتقوم فكرة عملها على حقن مكان الحرق ببروتين يُسمى الكولاجين الذي بدوره يساهم في ملء الجلد في هذه المنطقة، كما يعزز من صحته ويرفع درجة متانته.

إذا كنت تسأل: متى تختفي آثار الحروق بعد حقن الكولاجين؟ فالندوب تختفي سريعًا هنا بمجرد الانتهاء من الحقن؛ ولكن نتيجة هذا الإجراء لا تكون دائمة في أغلب الحالات؛ حيث يحتاج المريض للخضوع لنفس الجلسة مرة كل فترة تتراوح بين 3 أشهر وعام وَفقًا لما يراه الطبيبُ مناسِبًا للحالة.

التقشير الكيميائي

تقوم فكرة علاج اثار الحروق بالتقشير الكيميائي على تدمير عدد من الطبقات السطحية التي تغطي المنطقة المصابة؛ ما يعطي الفرصة لخلايا الجلد للانقسام وتكوين خلايا جديدة تكون بحالة صحية سليمة.

قد يُجرَى التقشير الكيميائي لإزالة آثار الحروق السطحية أو العميقة؛ إذا كان الأثر سطحيًّا، فإن المريض يشفى تمامًا خلال فترة قصيرة للغاية؛ أما إذا كان عميقًا، فقدْ يحتاج لفترة طويلة نسبيًّا حتى يصل الجلد لدرجة الشفاء التام، كما أن الألم في هذه الحالة يكون مرتفعًا نوعًا ما.

الصنفرة الجلدية

إن علاج اثار الحروق بالصنفرة الجلدية هو إجراء علاجي يَستهدف إزالة وتقشير الأجزاء السطحية من الجلد المتضرر من الحرق، ويمكن استخدام الليزر في تنفيذه، وما يميِّز هذا الإجراء أنه لا يحتاج لفترة تعافي طويلة؛ فقدْ يتخذ الجلد مظهرًا طبيعيًّا في خلال أول أسبوع بعد الانتهاء منه.

ليس هناك عدد محدَّد من الجلسات التي تُجرَى لكل الحالات؛ بل يختلف هذا العدد وَفقًا لحجم الأثر أو الندبة المُراد إزالتها.

مبيِّضات الجلد

عبارة عن مواد طبية تُستخدم بهدف تبييض الجلد في المنطقة المحروقة، ويُلجَأ إليها عندما يكون مكان الحرق متَّخِذًا للون أقل بياضًا من الجلد السليم المحيط به.

الليزر أو العلاج الضوئي

من فوائد الليزر أنه يستطيع استهداف مكان الندبة لإحداث تغييراتٍ بالجلد المغطي لها؛ ما يسمح للخلايا والأنسجة جلدية أسفله بالنمو لتكوين قطعة جلدية جديدة سليمة.

يُستفاد من الليزر هنا أيضًا في زيادة نعومة مكان الحرق من خلال إزالة كل الأنسجة الخشنة المشوِّهة له.

الجراحة

يُلجَأ للجراحة فقط عندما يكون أثر الحرق عميقًا للغاية ولا تصلح معه الوسائل المتاحة الأخرى، وقد تُجرَى بفتح شق صغير يسهِّل إزالة النسيج التالف، ويكون الشق غير ملحوظ بعد ذلك، وقد تُجرَي كذلك عملية علاج اثار الحروق باستخلاص جلد من منطقة أخرى بالجسم وزراعته بالترقيع في مكان الندبة.

أنواع آثار الحروق

تجميل اثار الحروق

يمكن تقسيم الندوب التي تنتج كآثارٍ للحروق إلى 3 أنواع كالآتي:

  • الندوب الضخامية (hypertrophic scars): هي عبارة عن ندوب تأخذ اللون الأحمر أو الأرجواني، وعادةً ما تكون بارزة عن الجلد، كما تثير الحكة لدى المريض، إلى جانب أنها دافئة عند اللمس.
  • ندوب التقلصات (contractures scars): نوع من الندوب التي ينتج عنها حدوث درجة من التقلص أو الضيق في الخلايا والأنسجة الجلدية بالإضافة إلى العضلات والأوتار أحيانًا؛ ما يتسبب في إيجاد صعوبة عند تحريك الجزء المصاب.
  • ندوب الجدرة (keloid scars): عبارة عن ندبة تظهر في وضع مرتفع عن الجلد المحيط بها، وعادةً ما تكون ذات مظهر لامع، إلى جانب أنها تخلو من الشعر.

الخاتمة

علاج اثار الحروق من الأشياء المساهِمة في حل مشكلة مزعجة كثيرًا، وتختلف وسائله وَفقًا للحالة التي يراد علاجها، ولا ينفي ذلك ضرورةَ الاعتماد فيه على الأطباء ذوي الخبرة والكفاءة؛ لتفادي حدوث مشكلات أخرى.