أصبح من السهل الآن اصلاح العيوب الخلقية بوسائل متعددة أهمها الجراحة التي تزداد بساطتها مع التقدم التكنولوجي المستمر في عالم طب التجميل، وتكثر أنواع التشوهات الخلقية؛ فقد تحدث في الفم أو الوجه أو مخرج البول أو غيرهم.
إصلاح الشفة المشقوقة والحنك المشقوق
مشكلتا الشفة المشقوقة والحنك المشقوق من أكثر التشوهات الخلقية في الوجه شيوعًا، والتي تسبب الإزعاج للكثيرين.
يتم تحديد نوع الجراحة المتَّبَعة لعلاج هذه المشكلة وَفقًا لحالة كل طفل على حدة، وقد يحتاج الطفل لأكثر من إجراء جراحي بهدف إعادة النطق والمظهر إلى وضع أقرب ما يكون من الطبيعي.
بالنسبة لجراحة اصلاح العيوب الخلقية في الشفة المشقوقة، فهي تُجرَى وعمر الطفل بين 3 و6 أشهر، أما جراحة إصلاح الحنك المشقوق، فتُجرَى وعمر الطفل عام واحد أو قبل ذلك إن وُجِدت ضرورة أو لم يكن للأمر ضرر على الطفل، ويُطلَب من المريض المتابَعة المستمرة التي قد تتطلب عمل بعض الجراحات التي تُجرَى بين عمر عامين وحتى سن المراهَقة.
تُجرَى مثل هذه الجراحات والطفل تحت تأثير التخدير العام؛ حتى يزول وعيه تمامًا أثناء الإجراء لإعادة المنطقة المشوَّهة إلى طبيعتها والمساعَدة في تقليل المضاعفات وما يصاحب هذا التشوه من مشكلات أخرى سواء كانت جمالية أو نفسية أو جسدية أو غيرها.
تتشابه خطوات عملية الشفة المشقوقة مع عملية الحنك المشقوق بعض الشيء؛ حيث يتم تنفيذ كل منهما عن طريق عمل عدة شقوق على جانبي الشق الموجود، ثم استخدام هذه الشقوق في طي الأنسجة وخياطتها مع بعضها كي يصبح المكان طبيعيًّا من الناحيتين الجمالية والوظيفية.
اصلاح العيوب الخلقية في الأنف
يُعَد الأنف جزءًا مؤثّرًا بدرجة كبيرة على المظهر العام للوجه سواء كان ذلك بالإيجاب (باتخاذه وضعًا طبيعيًا)، أو بالسلب (بولادة الطفل بأنف متشوِّه مثلاً)، وتشوهات الأنف تستوجب إجراء عملية جراحية تجميلية من أجل اصلاح العيوب الخلقية في الأنف، وقد تُجرَى هذه الجراحة والمريضُ مخدَّرٌ تخديرًا كليًّا أو موضعيًّا.
يُحتمل إجراء هذه الجراحة من داخل الأنف، وقد تُجرَى كذلك من خلال شق خارجي في المنطقة الواقعة بين فتحتي الأنف، وبعدها ينفَّذ تغييرٌ بعظام الأنف أو غضاريفه أو الحاجز الموجود في منتصفه بما يراه الطبيبُ مناسِبًا لحالة المريض.
يحتاج المريض بعد هذه الجراحة لرفع رأسه قليلاً عند الاستلقاء للنوم حتى تكون في مستوى أعلى مما يكون عليه الصدر؛ وذلك بغرض تقليل حدوث أي تورم أو نزف.
يتطلب من المريض بعدها أن يتوخى الحذر الشديد عند غسل أسنانه من خلال تقليل مقدار حركة الشفاه العليا، إلى جانب الابتعاد عن عمل أي تعبيرات وجه شديدة.
في أغلب الأحيان، وعندما يكون حجم التغيير المطلوب إحداثه بسيطًا، يمكن أن تكون نتائج العملية مُرضية بشكل كبير لكل من الطبيب والمريض، أما إذا كان حجم هذا التغيير كبيرًا، فمن الممكن أن يتطلب الأمر إجراء أكثر من جراحة للحصول على النتيجة المطلوبة.
علاج المبال التحتاني
من المعروف أن مشكلة المبال التحتاني هي عبارة عن عيب خَلقي يوجد في الطفل منذ ولادته؛ حيث يكون مخرج البول في مكان غير الطبيعي له مسبِّبًا لمشكلات مختلفة للطفل خصوصًا أثناء التبول، كما قد ينمو القضيب في وضع غير مستقيم.
في أحيان كثيرة، خصوصًا في الحالات غير المعقَّدة، تكون جراحةٌ واحدةٌ كافيةً لإصلاح العيب أو المشكلة، وفي أحيان أخرى، قد يتطلب الأمر تنفيذ أكثر من جراحة على فترات محدَّدة للوصول إلى النتيجة المرغوبة.
في أغلب الحالات المعانية من هذا العيب، تكون نتيجة الجراحة مُرضية للغاية؛ حيث يعود القضيب لطبيعته من الناحيتين الجمالية والوظيفية، كما يصبح الطفل قادرًا على التبول والإنجاب بصورة طبيعية؛ ولكن قد تفشل الجراحة في حالات قليلة، وحينها يتطلب الأمر متابَعةً مستمرةً لتنفيذ أكثر من جراحة على فترات محدَّدة بهدف إصلاح العيب بشكل نهائي.
لفكرة اصلاح العيوب الخلقية كثير من الجوانب، كما تتعدد وسائل تنفيذه وَفقًا لعوامل كثيرة، منها: نوعية الأنسجة والخلايا المكوِّنة للمنطقة التي يُراد إصلاحها، تواصلْ معنا إذا أردت علاج ما يواجهك من تشوهات خلقية.